فصل: (سورة فصلت: آية 39):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة فصلت: آية 36]:

{وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)}.

.الإعراب:

الواو عاطفة {إمّا} حرف شرط جازم، وما زائدة {ينزغنّك} مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، والنون للتوكيد، والكاف مفعول به {من الشيطان} متعلّق بحال من الفاعل {نزغ} الفاء رابطة لجواب الشرط {باللّه} متعلّق ب {استعذ}، {هو} ضمير أستعير لمحلّ النصب لتوكيد اسم إنّ، {العليم} خبر ثان مرفوع.
جملة: {ينزغنّك من الشيطان نزغ} لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تستوي الحسنة.
وجملة: {استعذ} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {إنّه هو السميع} لا محلّ لها تعليليّة.

.الصرف:

{نزغ}: مصدر سماعيّ لفعل نزغ الثلاثيّ من بابي فتح وضرب، وزنه فعل بفتح فسكون.. والنزغ هو الوسوسة أو الإفساد أو الحثّ على المعصية.

.[سورة فصلت: الآيات 37- 38]:

{وَمِنْ آياتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37) فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ (38)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {من آياته} متعلّق بخبر مقدم للمبتدأ {الليل}. لا ناهية جازمة {للشمس} متعلّق ب {تسجدوا}، الواو عاطفة لا زائدة لتأكيد النفي {للقمر} متعلّق بما تعلّق به للشمس فهو معطوف عليه {اسجدوا} أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل {للّه} متعلّق ب {اسجدوا}، {الذي} موصول في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة {كنتم} ماض ناقص مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط {إيّاه} ضمير منفصل في محلّ نصب مفعول به عامله تعبدون.
جملة: {من آياته الليل} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لا تسجدوا للشمس} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {اسجدوا} لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تسجدوا للشمس.
وجملة: {خلقهنّ} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة: {كنتم إيّاه تعبدون} لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فاسجدوا له.
وجملة: {تعبدون} في محلّ نصب خبر كنتم.
(38) الفاء استئنافيّة {استكبروا} في محلّ جزم فعل الشرط الفاء رابطة أو تعليليّة {عند} ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذين {له} متعلّق بحال من فاعل يسبّحون، {بالليل} متعلّق ب {يسبّحون} الواو حاليّة لا نافية.
وجملة: {إن استكبروا} لا محلّ لها استئنافيّة- أو معطوفة على جملة القول المقدّرة، وجواب الشرط مقدّر أي إن استكبروا فدعهم، أو لا تهتمّ بعصيانهم.
وجملة: {الذين عند ربّك} لا محلّ لها تعليليّة للجواب المقدّر.
وجملة: {يسبّحون له} في محلّ رفع خبر المبتدأ الذين.
وجملة: {هم لا يسأمون} في محلّ نصب حال من فاعل يسبحون.
وجملة: {لا يسأمون} في محلّ رفع خبر المبتدأ هم.

.الفوائد:

آية السجدة:
يسن لقارئ القرآن أن يسجد سجدة التلاوة، كلما مر بآية سجدة، فإن كان خارج الصلاة نوى سجود التلاوة وكبر، ثم كبر ثانية للسجود، وسجد سجدة واحدة وسلم بعدها. أما أثناء الصلاة، فيهوي للسجود ناويا بقلبه سجدة التلاوة، فإذا تلفظ بالنية بطلت صلاته، ويسجد سجدة واحدة ثم يعود لمتابعة صلاته، وتصبح هذه السجدة واجبة في حق المأموم إن سجد إمامه، لأن متابعة الإمام واجبة، ومن كان خارج الصلاة وقرأ آية سجدة، ولم يكن متوضئا، فيقول: سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلا اللّه اللّه أكبر ولا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم أربع مرات وهذه السجدة في هذه السورة من عزائم سجود التلاوة، وفي موضع السجود فيها قولان للعلماء، وهما وجهان لأصحاب الشافعي، أحدهما: أنه عند قوله تعالى: {إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} وهو قول ابن مسعود والحسن وحكاه الرافعي عن أبي حنيفة وأحمد لأن ذكر السجدة قبله، والثاني وهو الأصح عند أصحاب الشافعي، وكذلك نقله الرافعي، عند قوله تعالى: {وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ} وهو قول ابن عباس وابن عمر وسعيد ابن المسيب وقتادة، وحكاه الزمخشري عن أبي حنيفة، لأن عنده يتم الكلام.

.[سورة فصلت: آية 39]:

{وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْياها لَمُحْيِ الْمَوْتى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شيء قَدِيرٌ (39)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {من آياته} متعلّق بخبر مقدّم..
والمصدر المؤوّل أنّك ترى... في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر.
{خاشعة} حال منصوبة الفاء عاطفة {عليها} متعلّق ب {أنزلنا}، اللام المزحلقة للتوكيد {على كلّ} متعلّق بقدير.
جملة: {من آياته أنّك ترى} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ترى} في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: {أنزلنا} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {اهتزّت} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {ربت} لا محلّ لها معطوفة على جملة اهتزّت.
وجملة: {إنّ الذي أحياها} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {أحياها} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة: {إنّه على كلّ شيء قدير} لا محلّ لها تعليليّة.

.الصرف:

{خاشعة}، مؤنّث خاشع اسم فاعل من خشع انظر الآية (45) من سورة البقرة.
{ربت} فيه إعلال بالحذف- بعد الإعلال بالقلب- فالفعل ربا قلبت فيه الألف عن واو، مضارعه يربو والأصل ربو، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا- الإعلال بالقلب- ثمّ دخلت تاء التأنيث الساكنة فالتقى ساكنان فحذفت الألف- إعلال بالحذف- وزنه فعت..

.البلاغة:

الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى: {وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ}.
حيث شبه حال جدوبة الأرض وخلوها عن النبات، ثم إحياء اللّه تعالى إياها بالمطر، وانقلابها من الجدوبة إلى الخصب، وإنبات كل زوج بهيج، بحال شخص كئيب كاسف البال، رث الهيئة، لا يؤبه، ثم إذا أصابه شيء من متاع الدنيا وزينتها تكلف بأنواع الزينة والزخارف، فيختال في مشيه زهوا، فيهتز بالأعطاف خيلاء وكبرا، فحذف المشبه، واستعمل الخشوع والاهتزاز دلالة على مكانه.

.الفوائد:

- اختيار اللفظ بما يناسب المقام:
ورد في هذه الآية قوله تعالى: {وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً} وورد في موضع آخر صفة {هامدة} فهاتان الصفتان لم تردا عبثا، ودون تنظيم وتنسيق. فصفة {خاشعة} جاءت لتناسب جو العبادة، لأنها جاءت في سياق يتحدث عن عبادة اللّه عز وجل والسجود له، أما صفة {هامدة} فجاءت في جو يتحدث عن الموت والسكون، ومن هنا كان سر اختيار هاتين الصفتين لتناسبا جو الآيات، وتتناسقا مع الجو العام للمعنى، فما أروع كلام اللّه، وما أدقّ معناه!

.[سورة فصلت: آية 40]:

{إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا أَفَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيامَةِ اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40)}.

.الإعراب:

{في آياتنا} متعلّق ب {يلحدون}، لا نافية {علينا} متعلّق ب {يخفون}، الهمزة للاستفهام التقريريّ الفاء عاطفة من اسم موصول مبتدأ في محلّ رفع، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد {في النار} متعلّق ب {يلقى}، {خير} خبر المبتدأ {أم} عاطفة معادلة للهمزة من موصول في محلّ رفع معطوف على الأول {آمنا} حال منصوبة من فاعل يأتي {يوم} ظرف زمان منصوب متعلّق ب {يأتي} والأمر {اعملوا} فيه معنى التهديد ما اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف أي شئتم فعله ما حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل ما تعملون.. في محلّ جرّ ب الباء متعلّق ببصير.
جملة: {إنّ الذين يلحدون} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يلحدون} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {لا يخفون} في محل رفع خبر إنّ.
وجملة: {من يلقى} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {يلقى} لا محلّ لها صلة الموصول من الأول.
وجملة: {يأتي} لا محلّ لها صلة الموصول من الثاني.
وجملة: {اعملوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {شئتم} لا محلّ لها صلة الموصول ما.
وجملة: {إنّه} {بصير} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {تعملون} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ ما.

.الصرف:

{يخفون} فيه إعلال بالحذف لالتقاء الساكنين، أصله يخفاون، حذفت الألف وبقي ما قبلها مفتوحا وزنه يفعون بفتح العين.
{يلقي} فيه إعلال بالقلب لمناسبة البناء للمجهول، فالمعلوم يلقي، وفي البناء للمجهول فتح ما قبل الياء فقلبت ألفا.

.[سورة فصلت: الآيات 41- 42]:

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ (41) لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)}.

.الإعراب:

{بالذكر} متعلّق ب {كفروا} وخبر إنّ محذوف تقديره معذّبون أو مهلكون، {لمّا} ظرف بمعنى حين مجرّد من الشرط متعلّق ب {كفروا}، الواو حاليّة اللام المزحلقة للتوكيد.
جملة: {إنّ الذين} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كفروا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {جاءهم} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {إنّه لكتاب} في محلّ نصب حال من الذكر.
(42) لا نافية {من بين} متعلّق ب {يأتيه}، الواو عاطفة لا زائدة لتأكيد النفي {من خلفه} متعلّق بما تعلّق به الجارّ الأول فهو معطوف عليه {تنزيل} خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو {من حكيم} متعلّق بتنزيل {حميد} نعت لحكيم.
وجملة: {لا يأتيه الباطل} في محلّ رفع نعت لكتاب.
وجملة: هو {تنزيل} لا محلّ لها تعليليّة.

.[سورة فصلت: آية 43]:

{ما يُقالُ لَكَ إِلاَّ ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقابٍ أَلِيمٍ (43)}.

.الإعراب:

ما نافية {لك} متعلّق ب {يقال} {إلّا} للحصر ما اسم موصول في محلّ رفع نائب الفاعل للمبني للمجهول يقال قد حرف تحقيق {للرسل} متعلّق ب {قيل}، ونائب الفاعل للفعل الثاني ضمير مستتر يعود على ما {من قبلك} متعلّق بحال من الرسل اللام المزحلقة للتوكيد {ذو} خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو، والثاني معطوف على الأول مرفوع.
جملة: {ما يقال} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {قد قيل} لا محلّ لها صلة الموصول ما.
وجملة: {إنّ ربّك لذو} لا محلّ لها استئنافيّة.